Pages

الأحاديث والسيــرة النبويــة


- أبوعمير رضي الله عنه
أبو عمير هو أخ لأنس بن مالك صغير يداعبه النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ أَنَسٍ قَالَ (1) (( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ أَحْسِبُهُ فَطِيمًا وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلَاةَ وَهُوَ فِي بَيْتِنَا فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِي تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِنَا)) وقد ذكر ابن حجر(2) أنّ في هذا الحديث من وجوه الفقه وفنون الأدب والفائدة ستين وجها وقد جمع في هذا الموضع طرقه وتتبع ما في رواية كل من العلماء من فائدة زائدة ويذكر الباحث من هذه الفوائد ما فيها تعلق بتربية الأطفال وحسن معاملة وملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم لهم :-
1-جواز الممازحة وتكرير المزح وأنها مباحة سنة لا رخصة .
2- وأن ممازحة الصبي الذي لم يميز جائزة , وتكرير زيارة الممزوح معه .
3- ترك التكبر والترفع , والفرق بين كون الكبير في الطريق فيتواقر أو في البيت فيمزح.
4- التلطف بالصديق صغيرا كان أو كبيراً.
5- جواز تكنية من لم يولد له .
6- جواز لعب الصغير بالطير.
7- جواز ترك الأبوين ولدهما الصغير يلعب بما أبيح اللعب به.
8- جواز إنفاق المال فيما يتلهى به الصغير من المباحات .
9- معاشرة الناس على قدر عقولهم.
10- وفيه أن الكبير إذا زار قوما واسى بينهم , فإنه صافح أنسا , ومازح أبا عمير , ونام على فراش أم سليم , وصلى بهم في بيتهم حتى نالوا كلهم من بركته .
11- جواز مواجهته-الصغير- بالخطاب إذا فهم الخطاب وكان في ذلك فائدة ولو بالتأنيس له , وكذا في تعليمه الحكم الشرعي عند قصد تمرينه عليه من الصغر.
12- مسح رأس الصغير للملاطفة .

____________________________

1.رواه البخاري ،كتاب الادب، باب الانبساط الى الناس،المصدر السابق ، جـ5 ص2275، ورواه مسلم،المصدر السابق ،كتاب الآداب ،باب تحنيك المولود عن ولادته وحمله صالح، رقم 4003
2.ابن حجر العسقلاني فتح الباري شرح صحيح البخاري ، المصدر السابق( ملخصاً)
__________________________________________________ _________
4- محمود بن الربيع رضي الله عنه
(1)محمود بن الربيع بن سراقة بن عمرو بن زيد بن عبدة الأنصارى الخزرجى ، أبو نعيم و يقال أبو محمد ، المدنى ( ختن عبادة ) ولد سنة 6 هـ وتوفي سنة 99 هـ و يقال : إنه من بنى سالم بن عوف ، و يقال : من بنى عبد الأشهل ، عقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مجة مجها فى وجهه من دلو من بئر كانت فى دارهم ، و هو ابن أربع سنين أو خمس سنين 
عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ : (2)(( عَقَلْتُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِي وَأَنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ مِنْ دَلْوٍ )) وفعله النبي صلى الله عليه وسلم مع محمود إما مداعبة منه , أو ليبارك عليه بها قال ابن حجر: (3)( وفي هذا الحديث من الفوائد جواز إحضار الصبيان مجالس الحديث وزيارة الإمام أصحابه في دورهم ومداعبته صبيانهم) .
5- حديث الجارية
وهذه جارية لمعاوية بن الحكم السلمي ترعى له غنماً وقد ضربها يوماً لأنً ذئباً قد ذهب بشاة وهي تحرس فأراد أن يكفر عن هذا الذنب فوُّجِهَ من قبل النبي أن يعتقها فسألها النبي حتى يعرف أنها مؤمنة ليعتقها سيدها فاقرها رسول الله على قولها وأثبت لها الإيمان 
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ (4) (( بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ فَقُلْتُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقُلْتُ وَا ثُكْلَ أُمِّيَاهْ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ فَوَاللَّهِ مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي قَالَ إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ وَإِنَّ مِنَّا رِجَالًا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ قَالَ فَلَا تَأْتِهِمْ قَالَ وَمِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ قَالَ ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ فَلَا يَصُدَّنَّهُمْ قَالَ ابْنُ الصَّبَّاحِ فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ قَالَ قُلْتُ وَمِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ قَالَ كَانَ نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ قَالَ وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا قَالَ ائْتِنِي بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا أَيْنَ اللَّهُ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ )) 
______________________________
1-الذهبي، سير أعلام النبلاء ، المصدر السابق،جـ3 ص25.
ابن عبد البر القرطبي، الاستيعاب في معرفة الأصحاب،نشر دار الكتب العلمية ،بيروت ط بدون ت بدون ، جـ3 ص154.
2-رواه البخاري، صحيح البخاري،المصدر السابق ، كتاب العلم ، باب متى يصح سماع الصبي ،جـ1 ص41 .
3- ابن حجر العسقلاني ،فتح الباري شرح صحيح البخاري، المصدر السابق، جـ1 ص 173 .
4-رواه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من اباحته،المصدر السابق ، ص218-219 ، رقم 1199 .
__